Tuesday, September 25, 2007

اليوم فقط

اليوم فقط أقلعت عن التدخين.

كل يوم صباحاً أعرج على على الكشك الصغير فى أول شارعنا ، لم تتغير هذه العادة لأعوام ، أبتاع علبتى سجائر و أمضى ، لأحرق فيها على مدار اليوم ، وكل يوم صباحاً أذكر نفسى بمخاطر التدخين ، بمشهد مريض بسرطان الرئة ينتظر النهاية على فراشه بالعناية المركزة ، و أجهزة التنفس الاصطناعى هى التى تبقيه حياً ، و المريض يحمل وجهاً مألوفاً ، وجهاً أراه كل يوم فى مرآتى....

و برغم كل هذا أكمل طريقى و أبتاع السجائر......

حسن ، لقد تغير كل هذا ، من اليوم لامزيد من اهدار الصحة او المال....

اليوم فقط اقلعت عن مشاهدة أفلام الرعب.

أفلام الرعب ممتعة ، تطفأ النور و ترتجف خوفاً أمام الشاشة ، لكنه ارتجاف آمن ، أنت تعلم أنك بخير ، لحسن الحظ أبطال الرواية هم الذين يعانون لا أنت.

لكن حين تستيقظ فى فراشك ليلاً و العرق يغمرك ، ضربات قلبك متسارعة ، تحتاج للحظة لتصدق أن هذه هى غرفتك و أنك فعلا بخير ، كل هذا كان مجرد كابوس ......حينها فقط تدرك أن كل أفلام الرعب التى يترجمها عقلك الى هذه الكوابيس ليست ممتعة على الاطلاق.

لامزيد من افلام الرعب.

أقلعت عن افراطى فى شرب القهوة ........ أقلعت عن إعطاء وعود أعرف أنى لاأستطيع الوفاء بها........أقلعت عن اهمالى لأمى برغم أنى أحبها أكثر من أى شىء فى الحياة .............أقلعت عن كل عاداتى السيئة التى طالما أخبرت نفسى بأنى غداً سأتوقف عنها.

لقد أتى غداً أخيراً........

لا مزيد من كل عاداتى السيئة......

فاليوم.....و اليوم فقط .....أقلعت عن العادة الذميمة ، العادة الأم التى تتولد منها كل عاداتى السيئة.

اليوم فقط أقلعت عن........."الحياة".